الإنسان ..
ذلك المخلوق الضعيف ..
ما وضعته أمه سوى ليعاني ..
وعندما يستريح
تبدأ هي في المعاناة ..
كان ذلك المسكين في أول يومٍ له في ذلك العمل
تقطعت به السبل في ذلك الموت الاقتصادي البطيء ..
كما تقطعت بالكثيرين من قبله ..
فاضطر إلى ما اضطررنا إليه من ذلك الهلاك
ليس منا من يحب ذلك العمل
وهذه حقيقة ..
فالمخاطرة فيه أكبر من أن يتم تلافيها
والخطأ فيه لا يعني سوى الموت المحقق
مدفوناً تحت الرمال
أو مختنقاً بالغازات السامة ..
قد لا يكون الخطأ خطأنا
ولكن دفع الأثمان هنا صنيعنا
كانت الهزات المتتابعة عنيفة على إثر سقوط القنابل الارتجاجية ..
وكان وضع النفق لا ينبئ سوى بانهياره في أية لحظة ..
ولكن لا ..
لم يكن بإمكاني التوقف بعد أن دنوت إلى هذا الحد ..
وصورة تلك المتلهفة المسكينة لا تفارقني
وهي التي لا تنتظر من الحياة سوى رؤية وحيدها
ولآخر مرة ..
" معتصم
يا زلمة احكي معي " ...
لم أكن في حالةٍ تسمح لي بالنطق فتابع بصوتٍ هادئ رغم شدة الموقف
" الشاب الحين بين يدي ربه
وما بيفيده ولا بيفيدنا إنا نندفن معه " ..
" وعلى أي حال أنا معك كيف ما بيصير "
كان كلامه بمثابة المخدر الذي سرى في يداي فأوقفهما عن الحركة
وأحسست بعجزٍ لم أشعر به من قبل وأنا أجاهد للخروج وسط العقبات المستجدة ..
و ..
كتب لي أن أرى النهار الغائم من جديد ..
كان المشهد الخارجي قد ازداد سوءاً ..
وشد انتباهي في تلك اللحظة تجمع الكثيرين على الجانب الغربي من ممر صلاح الدين (فيلادلفيا) ..
وهذا أبعد ما يكون عن الفطنة في يومٍٍ كهذا ..
لم أكن قد انتبهت بعد إلى تلك الانهيارات في السور المصري ..
لكنني اقتنعت تماماً أنهم لن يقدموا على الاقتراب من هناك إلا إذا حدث شيء كبير
ميزت صديقي أدهم ببينهم فلم أتردد في الانطلاق إليه ..
وصح ظني عندما علمت أن قصف المقاتلات في المرةِ الأخيرة قد تسبب في تهدم أجزاء من السور المصري ..
ولم يكن صعباً استنتاج الباقي ..
فالشباب والأطفال كعادتهم قد توجهوا بآلية إلى المكان المنكوب
وما زاد الأمر سوءاً أن جموع الأمن المركزي المصري قد تمركزت في ذلك المكان
لا يفصلنا عنهم سوى السور المتهدم
مما قد ينذر بوقوع كارثة
فقط يفقد أحدٌ ما أعصابه وستحدث لا محالة ..
و لكن وعلى غير انتظار
حدث ما هو أسوأ ..
فمجموعة المقاتلات برزت فجأة لقصف الممر
مع امتلائه بمئات الشباب والأطفال
وقربهم من الجانب المصري
إضافة إلى سرعة اقتراب المقاتلات ..
تجعل من المستحيل وصولهم للجانب الفلسطيني أحياء
سواء أحاولوا العودة أو بقوا في أماكنهم
و على الجانب المصري القريب ..
يقف جنود الأمن المركزي بأسلحتهم ..
في وضعية الاستعداد ..
القصوى ..
ذلك المخلوق الضعيف ..
ما وضعته أمه سوى ليعاني ..
وعندما يستريح
تبدأ هي في المعاناة ..
كان ذلك المسكين في أول يومٍ له في ذلك العمل
تقطعت به السبل في ذلك الموت الاقتصادي البطيء ..
كما تقطعت بالكثيرين من قبله ..
فاضطر إلى ما اضطررنا إليه من ذلك الهلاك
ليس منا من يحب ذلك العمل
وهذه حقيقة ..
فالمخاطرة فيه أكبر من أن يتم تلافيها
والخطأ فيه لا يعني سوى الموت المحقق
مدفوناً تحت الرمال
أو مختنقاً بالغازات السامة ..
قد لا يكون الخطأ خطأنا
ولكن دفع الأثمان هنا صنيعنا
كانت الهزات المتتابعة عنيفة على إثر سقوط القنابل الارتجاجية ..
وكان وضع النفق لا ينبئ سوى بانهياره في أية لحظة ..
ولكن لا ..
لم يكن بإمكاني التوقف بعد أن دنوت إلى هذا الحد ..
وصورة تلك المتلهفة المسكينة لا تفارقني
وهي التي لا تنتظر من الحياة سوى رؤية وحيدها
ولآخر مرة ..
" معتصم
يا زلمة احكي معي " ...
لم أكن في حالةٍ تسمح لي بالنطق فتابع بصوتٍ هادئ رغم شدة الموقف
" الشاب الحين بين يدي ربه
وما بيفيده ولا بيفيدنا إنا نندفن معه " ..
" وعلى أي حال أنا معك كيف ما بيصير "
كان كلامه بمثابة المخدر الذي سرى في يداي فأوقفهما عن الحركة
وأحسست بعجزٍ لم أشعر به من قبل وأنا أجاهد للخروج وسط العقبات المستجدة ..
و ..
كتب لي أن أرى النهار الغائم من جديد ..
كان المشهد الخارجي قد ازداد سوءاً ..
وشد انتباهي في تلك اللحظة تجمع الكثيرين على الجانب الغربي من ممر صلاح الدين (فيلادلفيا) ..
وهذا أبعد ما يكون عن الفطنة في يومٍٍ كهذا ..
لم أكن قد انتبهت بعد إلى تلك الانهيارات في السور المصري ..
لكنني اقتنعت تماماً أنهم لن يقدموا على الاقتراب من هناك إلا إذا حدث شيء كبير
ميزت صديقي أدهم ببينهم فلم أتردد في الانطلاق إليه ..
وصح ظني عندما علمت أن قصف المقاتلات في المرةِ الأخيرة قد تسبب في تهدم أجزاء من السور المصري ..
ولم يكن صعباً استنتاج الباقي ..
فالشباب والأطفال كعادتهم قد توجهوا بآلية إلى المكان المنكوب
وما زاد الأمر سوءاً أن جموع الأمن المركزي المصري قد تمركزت في ذلك المكان
لا يفصلنا عنهم سوى السور المتهدم
مما قد ينذر بوقوع كارثة
فقط يفقد أحدٌ ما أعصابه وستحدث لا محالة ..
و لكن وعلى غير انتظار
حدث ما هو أسوأ ..
فمجموعة المقاتلات برزت فجأة لقصف الممر
مع امتلائه بمئات الشباب والأطفال
وقربهم من الجانب المصري
إضافة إلى سرعة اقتراب المقاتلات ..
تجعل من المستحيل وصولهم للجانب الفلسطيني أحياء
سواء أحاولوا العودة أو بقوا في أماكنهم
و على الجانب المصري القريب ..
يقف جنود الأمن المركزي بأسلحتهم ..
في وضعية الاستعداد ..
القصوى ..
